النزعة الأيروتيكية في بعض أعمال الرسام منذر عمار||بقلم الكاتبة __اسمهان الماجري


 النزعة الأيروتيكية في بعض أعمال الرسام منذر عمار 



بقلم اسمهان الماجري




دائما ما تتناول الفنون كل المواضيع بأسلوبها الفني المختلف عن الأسلوب العام أو المباشر،ذلك أن الفن أشبه ما يكون بالطير الحر الذي لا يكسر له جناح أو ربما هو رب يؤسس لمفاهيمه الخاصة بعيدا عن فكرة  انتقاده كموضوع لأنه حر الخيارات  طليق الإبداع،والفنون التشكيلية فن من هذه الفنون واجتاحت كل الطرق  منها انتهاج نهج الإبداع الأيروتيكي لكن ما الإبداع الإيروتيكي وما الفرق بين ما هو أيروتيك وما هو بورنوغرافيا؟ نستطيع أن نقول أن البورنوغرافيا هي ممارسة الجنس في حين أن الأيروتيك هو ممارسة الحب أي فعل جسدي مع عوالم رومنسية وعاطفية في حين الأولى فعل جنسي دون دوافع عاطفية أو نفسية، بالتالي نستطيع أن نقول أن الأيروتيك يرتقي إلى مرتبة الفن الذي يقوم على عوالم نفسية وروحية وعاطفية، بينما تنتمي البورنوغرافيا إلى العوالم اليومية العامة التي يعرفها كل الناس، أي هي مصطلح إنساني لا نخبوي فني كمصطلح أيروتيك، "يعرف بيتر ويب
peter  weeb
الفن الأيروتيكي بأنه فن يدور حول موضوع جنسي يتعلق بشكل استثنائي بالعواطف وليس مجرد أفعال والتمثيلات الجنسية مبررة لأسباب جمالية يختزلها الفن كفن يجمل الأشياء ويرتفع بها لمصاف راق من الذوق الفني" 
وهناك بعض النقاد المهاجمين لمصطلح "أيروتيك" بحجة أنه البورنوغرافيا نفسها مقنعة، لكن للفن دوما رأي آخر ،فالفن المختزل في العاطفة دوما هو ما يخرج بكل شيء من سياق إلى آخر ولو كان الجسد ،فالجسد في فعل جنسي دون عاطفة هو غيره في فعل جنسي مع عاطفة وتتنزل هذه المجموعة من اللوحات للرسام منذر عمار الذي عرضها في معرض بدار الثقافة نور الدين صمود برواق الفنون تحت تنظيم جمعية قليبية للثقافة والفنون والتراث بداية من 3فيفري إلى 10فيفري،ضمن الفن التشكيلي الأيروتيكي وقد سماها ب 
"lnstallation15 jours de passionعشق"
نلاحظ أن التسمية تحمل جانبا كبيرا من العاطفة والمشاعر ،ولكن في انصهار مع الجسد ،هذا الأخير الذي كثيرا ما كان ضحية المثالية المبالغ فيها،الجسد الذي نعت دوما بأنه مدنس  في حين وصفت  الروح دوما بأنها طاهرة،وحده الفنان مهما كان مجال فنه يعيد لهذا الإله العجوز المضطهد "الجسد" اعتباره وقداسته وطهره، نعم الجسد فنيا رمزية طهر ويساهم في مسيرة العاطفة الإنسانية لولا ذلك لما قال الشاعر الأمريكي الكبير والت ويتمان :أؤمن بالجسد والشهوات 
البصر والسمع والإحساس
معجزات وكل جزء وطرف مني معجزة
إنني في الفردوس وخارجه 
وكل مايلمسني أو ألمسه أجعله مقدسا
ورائحة نكهة هذه الأباط أرهف من الصلاة 
وذلك ما له الأولوية على الكنائس والأناجيل وكل العقائد "

ارتقى والت ويتمان بالجسد إلى ما هو أرقى من العقائد والأديان والرب ، وارتقى الرسام  منذر عمار  بالجسد إلى أشكال وألوان وفكر وقضية يتبناها من خلال رسمه ،ومن خلال إطلاق العنوان الموجه لها في سياق معين واع سياق أيروتيكي لا بورنوغرافي ، أما الفلاسفة فمنهم الكثيرون الذين ساندوا الفن الأيروتيكي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر نيتشة فهو لا يضع فاصلا أو جدارا بين الجمالي والجنسي "الحاجة إلى الفن والجمال حاجة غير مباشرة إلى مباهج الجنس" وفي هذه اللوحات ارتبط الجمال بالجنس والحب على مستوى الخطوط والألوان حيث  نلاحظ وجود  اللون البنفسجي وهذا اللون يمتاز في عديد الثقافات بأنه رمز للإبداع والروحانية والإتزان العاطفي والحكمة والحساسية المفرطة وهي معان تدور رمزيا في المعنى العام لهذه اللوحات.كما نلاحظ وجود اللون البرتقالي وهذا اللون رمز من رموز العاطفة الكبيرة والمشاعر الجياشة

تعليقات