قمر يبوح//للشاعر السوري : أحمد جنيدو

 

قَمَرٌ يَبُوْحُ

هَلْ عَـبَـرْتَ الأَوْطَـانَ قَـبْـلَ الحُـدُوْدِ.

         وَوَشَـمْـتَ الإِحْـسَـاسَ فُـوْقَ القِـيُـوْدِ.

أَنْـتَ رُوْحٌ عَـلَـى الـبَـقَـاءِ تَـهَـــادَتْ،

         حِـيْـن يُغْـرِيْهَا فِي المَـرَاءِ جُحُـوْدِي.

أَقْـبَـلَـتْ تَـلْـثِـمُ الـصَّـبَـابَــةَ عَـهْــــداً،

         خَلْفَ زُهْدِ الرَّحِيْلِ قَـطْـفُ الحَصِيْدِ.

يَـتَـمَـطَّـى المُـوْلُـوْدُ مِنْ لُـبِّ َرتْـقٍ،

         يُـشـْعِـلُ الأَشْـوَاقَ الغَـرِيْـبَـةَ عِيْـدِي.

إِنْ رَسَـمْتُ الصَّـبَـاحَ كُـنْـتِ ضِـيَاءً،

         أَوْ رَسَـمْـتُ العُـطُـوْرَ كُنْتِ وُرُوْدِي.

إِنْ عَـبَـرْتُ الأَيَّـامَ تُـغْـنِـــى بِــلَادِي،

         وَلِـسَـــانِي مِـنَ الغِـيَـابِ نَــشِــيْــدِي.

كُـلُّ نَـبْـضٍ إِلَى الـفُـؤَادِ تَـسَـــامَـىْ،

          مِـنْ دَمٍ قَالَ: حَـسْـرَةً لَـنْ تَـعُـوْدِي.

والـلَـيَـالِـي عَـلَـى عُـيُـوْنٍ شُـــــرُوْدٌ،

        وَعَـلَـى جَـفْـنِـيْـكِ امْتِحَانُ صُـمُـوْدِي.

فَـيَـتُـوْقُ الـقَـلْـبُ الـضَّـعِـيْـفُ لِـحُـبٍّ،

        وَيُـنَـادِي المُــشْـتَـاقُ عُـمْـقَ الـوَرِيْـدِ.

لَـسْـتُ أُخْـفِي مَـنَـاحَـتِي فِي سُطُوْرٍ،

        قَـلَـمِـي نُـــوْرٌ مِـنْ بَـعِـيْـدِ الـبَـعِـيْـــدِ.

أَنْـتِ أَسْــمَـائي حِيْنَ أَمْـضِـي غَرِيْباً،

        أَنْـتِ عِـنْـوَانِي، أَنْتِ أَرْضُ جُـدُوْدِي.

سَــأَخُـوْنُ الـقَـهْـرَ الـمُـقِـيْـمَ بِـحُـلْــمٍ،

         يَـعْـبُـرُ الـتَّـارِيْـخَ الـكَـسِـيْـرَ عَـتِيْدِي.

عَـانِـقِـيْـنِي، كَالـطِّـفْـلِ أَرْجُـوْ صَلَاةً،

       مِـنْ مَـلَاكٍ فِـي الـطُّـهْـرِ إِثْـمُ العَـبِـيْـدِ.

بِـيْـنَ أَنْـقَـاضِ الـمُـوْتِ نَـحْـيَـا مَـدَاراً،

       مِـنْ صَـدِيْـدِ الظُّـلْـمِ الصَّلِيْفِ جَدِيْدِي.

فَانْـشُـرِي الحُـلْـمَ فِي سُــؤَالٍ وَطِـفْـلٍ،

        أَرْضُـنَـا نَـبْـعُ الخِـيْـرِ، غَـدْقُ المَـزِيْدِ.

3/3/2016

شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو

تعليقات