*** ( اِسأليني ! .. ) ***
بقلمي : علي سعيد بوزميطة
( تونس )
ِاِسأليني !
عن فصول مارأَيْتِ مثْلَهَا ذات عُمُرْ
سيكون الموعد ذات مساء ..
ذات صحْوٍ ..
ذات لُقْياَ ..
لمّا تلك الأُغنِيَاتُ ،
من صَرِيرِ الرّيحِ ،
من أَنَّاتِ نايٍ
وتبارِيحِ جُنُون
تتَنَاجى ..
تتَلاقى ..
تَعْرُجُ نحْوَ السّماء .
وَقْتَهَا ،
سَوْفَ لنْ تَسْأَلَ أُنْثَى
عنْ فُصُول الجَدْبِ
في فَصْلِ النّمَاء ...
وَقْتَهَا سَيِّدَتِي
لَكِ سَوْفَ يَتَهَادَى
كلُّ فَصْلٍ ويُجِيبُ
عنْ سُؤالٍ وسُؤال ،
وتُغَنّي لكِ منْ أحْلامهَا
غِيدٌ حِسَان .
اِسْأَلِينِي !
سَوْفَ لَنْ يأْتِيكِ رَدِّي
إِلَّا بَعْدَ أَنْ تَضِجَّ
في المدى أحلام روحٍ ،
وَتَعُودُ بعد حُزْنٍ
فَرْحَةٌ تَخْتَالُ زَهْوًا
تَتَهَادَى
وَبِهَا القلبُ يَبُوح ..
سَوفَ لن يأْتِيكِ رَدِّي
إِلّا بعدَ أَنْ تَكُونِي
قد عَرِفْتِ
وامْتَطَيْتِ وَهَجَ الشَّوْقِ
وَطِرْتِ
وركبتِ دافِقَ الوَجْدِ
وَرُحْتِ
نًحْوَ أُفْقٍ يَتَرَامَى ،
تَسْكُبِينَ منْ هَوَى الرّوحِ
مُدَامَا ..
وَغَرَامَا ..
تَنْتَشِي منهُ زهورٌ تتنامى
ويُغَنِّي الطّيْرُ عِشْقًا
وَهُيَامَا ..
وَقْتَهَا سيِّدَتِي !
ستبوحُ لكِ كلُّ الدّنيا بِالرَّدِّ
ولا ردَّ سِوَاه ،
وَيَضِجُّ المَوْجُ في كل البحار
يَسْأَلُ رَمْلَ الشَّواطِىء
عنْ صَدَاه ..
عن مَحَارٍ هَجًرَ الْبَحْرَ
وَتَاهَ في مَدَاه ..
عن أَنِينِ الشَّوْقِ
من قَلْبِ غَرِيبٍ
أَلِفَ البَحْرَ فَجَاءَ
يُرْدِفُ الآهَ بآهْ .
أسْأَلِينِي !
سيجيءُ الرَّدُّ حَتْمًا
ذاتَ فَصْلٍ
لَيْسَ صَيْفًا أوْ شِتَاء ،
أوْ خَرِيفًا اوْ رَبِيعًا ،
إِنّمَا هُوَ تَجَلٍّ واشْتِهَاء ،
وترانيمُ انتشاء
في مدًى تخْتَالُ فيه
رَغَبَاتٌ تَجْمَحُ سَكْرَى
وتعْلو في السّماء .
إِسْأَلِينِي !
سَوْفَ لنْ يَأْتِيكِ رَدِّي
إلاّ بعْدَ أنْ نكون
قدْ أَمِنّا
شَرَّ ما تُخْفِي العُيُون ،
ونصير في عِدَادِ الرّاحلين
سَفَرًا طَيَّ الجُنُون
فيه نبكي ..
نتوضُأ ..
نغْسِلُ بالدّمْعِ آثَامَ الظُّنون ..
نُوقِدُ من بَوْحِنَا للشّاكي نارًا
منها دفء وطهارة ،
وجوابٌ عن سؤال
مثلما أنتِ سألْتِ
وقضيْتِ العُمْرَ
شوقًا وانتظارا .
تعليقات
إرسال تعليق