إمرأة الصمت//الشاعر علي سعيد بوزميطة


 *** ( امرأة الصّمْت ) ***

  

                                             بقلمي : علي سعيد بوزميطة

                                                               ( تونس ) 

هذه امرأة الصَّمْتِ تجيءُ

نسمات الليل فيها

داعبتْ حبَّ السَّمَرْ ..

وجْهُهَا اللأْلاءُ بادٍ

للسّمَا يَرْنُو حَيِيًّا...

ويداها

نحو نجم مُدٌَتَا

تبْغِي الرَّحيلَ ..

هذه امرأَةُ الصَّمْتِ تجِيءُ

تنْشُرُ الأُفْقَ انتشاءً

من عطور ضَمَّخَتْ فجرًا جميلا

يَتَنَاجَى فيه موَّالً و آهْ ..

آهٍ من حسنٍ تجلّى

وأهازيجَ تُغَنِّي

ومواويل من الآفاق تأْتِي

تكْتَسِي منها الدُّرُوبُ

بانْتِشَاءات وحُلّة !


هذه امرأًَةً من ياسمينْ !

من رفيف الوجد في حلْمِ العَرِيب

من تباريح الهوى في قلب عاشق ..

نسمات

من عطور الحبّ إذْ تنسابُ فَجْرًا

ونَدًى يحْضُنُ زَهْرًا

وأَرَاجِيحُ وِدَادٍ

ومواويل مَحَبّة ..

تَتَلَوّى هذه الأنثى وتشدو

بَأَهَازِيجِ انتشاء

تَتَهَادَى في دروب الوجد 

من أُفْقٍ لأُفْقٍ

وتَبُوحْ

بتراتيل هواها لقلوبٍ

عشِقَتْ في رحلة الوجد انبجاسا..

تتعرّى عن خفايا عِشْقِهَا المكْنون

في كل اتّجاه ..

تنتشي الأزهار

وطيور الغاب تشدو حالمة ..


هذه الأنثى خُصوبة ،

ورُطُوبة ،

وأغانٍ ردّدَتْها

في المدى أطيارُ وَجْدٍ وحنينْ ،

فتبوحُ الرُّوحُ بالأشواق عِشْقًا

وتُغَنِّي من جَوَاهَا

في الدٌّجَى مَوَّالَ عِتْقٍ

منْ تباريح التّمَنّي . 


هذه الأنثى تُطِلُّ

فتفوحُ النًشوة الجذلى

وتَعْلُو شَهَقَاتُ العاشِقِينْ ..

تَنْتَشِي الأحلام لمّا

تنتشي في صَدْرِ أُنثَى

خَلَجَاتٌ من حنينْ .

يَتُهَا الأنثى اسْتَبِيحِي

لَكِ فُسْحَة

وانْشُرَي دُنْيَاكِ بَوْحًا !

ضَمِّخِي ما حَوْلَكِ

عِطْرًا وَفَرْحَة ،

وانْسُجِي من وَجدِكِ دَرْبَ انْطِلاق

وانْعِتَاق باشتياق

للتّلاقي

في مدى للعشق 

دَفّاقٍ بأشواقِ احْتِراق

وتَرَانيم اختراق ..


لَكِ عَيْنً 

يَتُها الأُنْثَى تَجُوسُ ،

وتَجُوبُ كلَّ فج ودُرُوب

نظرات ذات وجد ،

ذات دفق

من حنينٍ لملاقاة الصَّفِيّ 

ومناداة الخليل ،

والدّليل لها في ترحالها

عِشْقٌ وشَوْقٌ ،

وَأَمانٍ راقصات فيها تَوْقٌ

وهَوًى للإنتشار. 

اِرْحَلِي بالنَّظَرَاتِ !

أَرْسِلِيهَا للأُفُقْ .

أَبْحِرِي ! ...غُوصِي وذُوبَي !

اِصْطَلِي بالشَّوْقِ

ضٌمِّي لكِ طَيْفًا

في شذى الرّيحان يرْحَلْ

بين عطر ونَسَائم ،

يمْتَطِي حُلْمَ الحَمَائِم ..

ينتشي بالفجر  لمّا

يُشْرِقُ دَفَّاقَ نُورْ ،

يَلْثُمُ في الأٌفْقِ بَدْءً

لنهارٍ يَتَهَادَى

يَنْشُرُ في الدنيا تراتيل عبادة،

وترانيم سعادة .


يا امرأةََ الصَّمْتِ !

صاخِبٌ ما حولكِ والقلب سَاكِنْ

وبِحَارُ العِشْقِ ضَجَّتْ

وقلوب العاشقين

بهواها تتداعى.،

اِركبي المَوْجَ وضِجِّي

وتَحَدّيْ صَمْتَكِ الضّاربَ ،

ثورِي !

أَسْمِعِي الدُّنيا تَحَدّيكِ ،

وصَوْتَ الصَّمت فيكِ ،

وَدَعِي الآفاق تَصْخَبْ

والمدى يرْتَجُّ من صَوْتِ سُكُونِكْ .

تعليقات