نكتب//بقلم الشاعر المبدع ناصر قواسمي_فلسطين


 نكتب

كي لا نصاب بالماء أثناء النزول

أو الصعود إلى دالية السماء بلا وزن أو صُدف

كي ننجو من كمين الحياة

من الوقوع عــن دَرج الأمنيات كصحون الخزف

ولا نتكسّر كالزجاج

كي لا نصاب بالإحراج

فننهض من تراب الأرض أقلّ خسارة وصوت

كي نخفّ قليلًا

كي نطير أعلى من الوقت المتاح

من الجراح

ونرتاح من عواء الريح في الأركان تخمش الوجوه

في المساء والصباح

كي ننجو من فطنة المطارح

من الملامح

ومن طقوس السقوط في آخر الصوت

نكتب

كي نعرف أسماء المُدن التي سقطت

وجوه الغزاة تحت شراشف الصلاة والمؤن

من شقلبات الزمن

من نشرة الأخبار تتحاشى المرور على عشب الوطن

كي نغني

أو نسقط كظلال بلا ملامح قرب الجدار

أو نجتاز المسافة بين بيت وبيت

نكتب

لأن الأرض فرغت من توزيع الحصص على المنفيين

لأن الحنين

فاض على أصحابه في الأرجاء

ومضى إلى شأنه كالرمل الطائر في الصحراء

لأن البكاء سقط مغمى عليه في صحن الزيت

لأن الأرض لم تعد ممكنة

والسماء لم تعد ممكنة

لأن جميع الأمكنة ذهبت في التخلي

لأن الوقت يصلي كي ينجو من وجهنا في التجلي

لأننا عراة بلا وطن

بلا سيقان

بلا ماء في العيون / وبلا وقت

نكتب

لنبتعد قليلًا عن الهوامش والحواشي

عن زوايا الضوء تحبو نحو التلاشي

لنفرغ من العدّ والشدّ

ونستعد

للغدِ المفقود في ذاكرة الفلسطيني والأرض

لننبت رغم المستحيل كالعشب في الرخام

ليجوز الكلام

لنتفق على المعنى الجديد للموت  .


#ناصر_قواسمي

تعليقات