مقطع من "قلعة إبليس"
أهديه إلى كل من هَمَّت به روحه وإلى كلّ من يضاجع يديه لميلاد حرف أو نبيّ...
.............
...............
أكانت رؤيا..
في البدءِ لمْ أُصَدِّقها
وما صَدَّقتُ أنّي كُنتُ عاريًّا منّي
ومنْ ظِلّي
ومن لساني
ومن حرفي،
ومن القصائِدِ التّي سمَيْتُها
القُدسُ لنا
والمقاليعُ و الحَجَرُ أحْجِيَـتُنا
وأنّي كُنتُ عاريًّا كما لم تَلِدْ أُمّةٌ
(أمَّة تُسَلِّمُ جسدها للغريب كلَّ مساءٍ
وَكُلّ صباحٍ تَلِدُ حُزنا)
وأنّي كُنتُ عاريًّا منْ لُغتي
منْ صخبي
منْ وداعتي
من شراستي
من نبضي
من همسي
ومن وشوشة الأنثى التّي ضاجعَتني
والماءُ في قصبي حَجَرُ
ودمي تَجَمَّرَ..تخَثَّرَ.. ومِلحي تَبَخَّرْ
وأنّي مُجرّد خَمرةَ الحزانى
وأنّي صَلْصلة الطّين بين فَخذيّْ قَتلَةِ الفرَحِ
وأنّي النَّبيذَ الذّي أْسكَر الأقحوانَ
وقصبة السُّكَّر..
خرَجتْ.. كانتْ نَجْمَةً.. من تحْتِ النَّعشِ عاريةً
ما سألتني منْ رَبُّك
وأيُّ الرُّسل شَهِدتَ
أو صدَّقتَ
أو كذَّبتَ
ومنْ أيّ زمانٍ أنتَ
وهلْ عَرفتَ الحزنَ
وهلْ ضحكِتْ لك الصّبايا
وهل ضَحِكتَ
أمْ كنت لوطيّا
أم أنّك كُنتَ لوبيًّا
وهلْ كُنت ديمقراطيًّا
تَسلب صوت الجماهير بعنوان أنّك صوتَ الجماهير
أم أنّك كُنت اشتراكيًّا
أو شيوعيًّا بينَ دِفَّتَيْ الميزانِ تتَصيّدُ.. ثَووووووورةً
أو ناصريًّا
ضَجَّ بِكَ الحُزن على ما فات منَ الوَقْتِ
ومن الشَّرفِ.
أمْ أنَّك كُنتَ كافرًا بالأحزاب
والأقطابِ
والأعلام
والزَّعاماتِ.
وعن اسمي ما سألتني
وما أجبتها عمّا لم تسألْ
وعمّا سألتْ.
وظَلَلْتُ أهذي..رأيتُ ربّي
رأيتُ ربّي
رأيتُ ربّي بعينِ روحي..روحي
وما قالَ لي أيّ شيّء وغاب عن اللَّحظِ
فظَنَنْتُ أنّي أهذي.
...........
................................
تعليقات
إرسال تعليق