ابو القاسم الزهراوى ( ابو الجراحة الحديثة )
العالم المسلم أبو القاسم الزهراوي ، ولد في مدينة الزهراء و ترجع أصوله الى الانصار و عاش في قرطبة بين 936-1013م.
عاش في عصر ذهبي كانت الدولة الإسلامية في الأندلس في أوج رفعتها وازدهارها، وكانت رعاية العلم والعلماء سنة حميدة للخلفاء هناك. كان في قرطبة وقتها 50 مستشفى و70 مكتبة.
لُقّب بأبو الجراحة الحديثة، و لديه كتاب “التصريف لمن عجز عن التأليف” في الجراحة، و بقي هذا الكتاب مرجعاً مهماً لكل الجرّاحين عبر القرون، وقد قسّم الزهراوي موسوعته إلى ثلاثة أقسام تتضمَّن ثلاثين باباً:
القسم الأول: للأمراض والتشريح.
القسم الثاني: للأدوية والعقاقير وأفرد منه مقالة للمقاييس والمكاييل ومقالة للتغذية وأخرى للزينة.
القسم الثالث: خصّه للجراحة وفنونها
في كتاب التصريف، وصف الزهراوي أيضًا كيفية ربط الأوعية الدموية قبل حوالي 600 عام من وصف أمبراوز باريه لها عبر الكي، وهو أول كتاب يصف عدد من أجهزة طب الأسنان، وشرح الطبيعة الوراثية لمرض الناعور،كما وصف طريقة جراحية لكيّ الشريان الصدغي لعلاج الصداع النصفي أيضًا قبل باريه بستمائة عام. كما اخترح أكثر من 200 أداة جراحة استخدم الزهراوي خيوط من أمعاء القطط في الجراحات الداخلية،حيث أنها المادة الطبيعية الوحيدة التي تتحلل ويتقبّلها الجسد البشري. اخترع الزهراوي أيضًا ملقطًا جراحيًا لاستخراج الأجنة الميتة، ووصفه في كتابه.
إنجازات لم يسبقه عليها أحد:
* هو أول من استدرك ضرورة ربط الشرايين قبل عمليات البتر أو خلال العمليات الجراحية منعاً لحدوث النزف، وسبق امبرواباري الذي ادعاه لنفسه بنحو 600 سنة.
* هو أول من أدخل القطن في الاستعمال الطبي.
* هو أول من استعمل خيوط( CAT GUT ) التي تستعمل حالياً في العمليات الجراحية والتي تمتاز بامتصاص الجسم لها، ولا تحتاج لفك القطب والتي لها أهمية فائقة خصوصاً في الجراحات الداخلية، واستخرج هذه الخيوط من أمعاء بعض الحيوانات (القطط والكلاب) واستخدمها خاصة في جروح المعدة والأمعاء، وبعد مرور ألف عام لا يزال الطب الحديث يستخدم نفس الأسس لتصنيع هذا النوع من الخيوط الهامة كثيراً في كافة الاختصاصات الجراحية.
* هو أول من استعمل الخياطة التجميلية تحت الجلد، وأول من استعمل الخياطة بإبرتين وخيط واحد، وأول من ابتكر الخياطة المثمنة، وهذه أمور هامة جداً في فن الجراحة.
* هو أول من وصف وضعية ترندلنبورغ في العمليات الجراحية والتي نسبت إلى هذا العالم بلا حق إذ أنَّ الزهراوي سبقه بنحو 800 سنة.
و قال فيه أبو عبد الله الحميدي في كتابه “جذوة المقتبس في أخبار علماء الأندلس” إن أبا القاسم الزهراوي “كانَ من أهل الفضل والدِّينِ والعلم، وكان يخصص نصف نهاره لمعالجة المرضى مجانا قربة لله عزّ وجل .
تعليقات
إرسال تعليق