الناشط السياسي|| محمد الصغير بوزياني يكتب: الأنظمة الرأسمالية المتوحشة


 _الأنظمة_الرأسمالية_المتوحشة.


...طالما تكلمنا و حذرنا  من خطر الرأسمالية المتوحشة التي تحكم العالم اليوم و تحاول جاهدة و بكل ما أوتيت من قوة التغلغل و الإنتشار داخل بلدان العالم الثالث و من بينها تونس بلد الياسمين بلد 3000 سنة حضارة . عندما تكلمنا عن الترفيع في الضرائب على الأغنياء أعتقد البعض أننا نضحك على ذقون الشعب التونسي بخطاب شعبوي هدفه بالأساس سياسيا بينما فيئة أخرى من عملاء الرأسمالية و منظريها المنبطحين للأنظمة الغربية تفطنوا للخطر الذي يداهم رأسماليتهم و وحشيتهم فتكالبوا علينا كالوحوش و سخروا كل وسائلهم لتقزيمنا و إقصائنا من المشهد السياسي التونسي . لكن لازلنا هنا يا سادة نحن لا نسقط و لا ننحني بل سنواصل كشف الخلل الكبير للنظام الرأسمالي السائد، الذي يقوم على الفردانية الليبرالية وعلى الأنانية، وهيمنة الأقوياء وتراكم المنفعة المادية، وتركز الثروة في أيادٍ قليلة على حساب الإنسان والبيئة، ودون مراعاة للقيم الإنسانية العليا؛ كالعدالة والتعاون والتضامن والكرامة الإنسانية . 

يا أيها التونسيون و التونسيات الرأسمالية ليست قدرا حتميا أنظروا إلى الدول التي تخلصت من جبروت و عباءة هذا النظام العالمي و فردوسه الأسود و من التبعية لمؤسساته الكلاسيكية كصندوق النقد الدولي و البنك الدولي التي إبتلعت إقتصادات العالم و نظرت للبقاء للأكثر قوة و أكثر قدرة على السيطرة و الإستحواذ و الإبتلاع. نحن نعي ما نقول و ندرك جيدا سبل الإصلاح و أساليب النهوض و التطور في بلدنا. 

عندما قلنا لابد من إرساء منظومة قانونية جديدة تحد من تغلغل الرأسمالية المتوحشة لم نقل ذلك من فراغ فقد درسنا جيدا الجغرافيا الإقتصادية و السياسية و الإقليمية لبلدنا بحيث لابد من تطويع الرأسمالية و فرض سلطة القانون من أجل العدالة الإجتماعية و التنمية المستديمة . إن الترفيع في الضرائب على أرباب المال و الأعمال ليس تعديلا للنظام الرأسمالي السائد و الحد من توحشه و إستنزافه لثروات البلاد و العباد و نشير بذلك إلى أن بلدان عدة في العالم سبقتنا إلى ذلك كالصين و سنغافورة و غيرهم من البلدان.

إن الكوارث التي عاشها العالم عرّت أهداف الليبرالية الجديدة وممارساتها ، بل طرحت تساؤلات تتعلق بمستقبل البشرية في ظل السيطرة والنهب وسياسة الإكراه.

ويبدو أن الرأسمالية المتوحشة قد استطابت الرقص على الجثث وقد أعمتها التخمة عن إدراك كل القيم الروحية والغايات الإلهية التي خلق الله من أجلها الإنسان. 

ختاما : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . إسمعوا منا و لا تسمعوا عنا هذه رؤيتنا بإيجاز شديد للمنظومة الإقتصادية في تونس و سبل الإصلاح و المعالجة .


#محمد_الصغير_بوزياني

تعليقات