كم راودتها عن نفسها ..
كم أغريتها دفئا بنارٍ من حطب الزيتون المقدس ..
جدران البيت ،
أَبرمَتْ في فجر الزمان الكبير
عهدا سحريا غامضا مع الأنثى
و أقسَمَتْ
أنْ لا دفىء لها
إلاّ بها
وهي إلى اليوم
لا تنكث العهد ..
●
على جدرانٍ بالبيت
أُلصِق ظهري
وعلى صدري ، حبيبتي العابثة
تأتي النّبْشَ
هواية ..
و غواية ..
ذات حفريات مشبوهة بالذاكرة
سألتني حبيبتي
عن رداءِ رأسيَ الأسوَد ..
شَعريَ العتيق .. الغزير ..
قلت :
لقد نثَرَه الدهر ندبا على سفحه الحاد
و زرع مكانه شِعرا
في بطحاء لسانيَ العريض ..
●
إلى جدرانٍ بالبيت ،
ظهري الخشبي المتصدّع
لا يزال متّكِئا ..
الشّرود المستبدّ بي
شهوةٌ غائرة
فَمٌ أسطوري عريض
يلتهم الوقت بشراهة فوق شراهة بالوعة تصريف السوائل ..
لكنه .. ممحاة رديئة للضّجر ..
ذات سأم ،
سألت رصيف الليالي البالية
عن مِدْفنَةٍ لائقة بالأحزان
قال :
حانة ..
أو قلب إمرأة عاشقة ..
أو مقبرة ..
فثلاثتهم للحزن مِغْسلة ..
#أنيس_عبيد_72
ديسمبر 2020
تعليقات
إرسال تعليق