"هناك في الأقاصي الأولى
أزل غامض يزعجني ..
هناك في الأقاصي الأخيرة
أبدٌ غامض يزعجني ..
هناك ، بينهما
سائل من الوقت الغامض يزعجني ..
فيه قِدْرٌ يَغلي بقَدَرٍ
وتوابل غامضة ..
وهناك ، بسبب كل هذا الغموض ،
صداع كوني برأسي الطويل
يتردّد حتى قبة السماء الغامضة ..
فعله أفعلُ من فعل " الخشخاشة " الماكرة ..
دعني من هذا ..
فأنا في الحقيقة أكول جدا ..
اعشق المجمّرات والمحشيّات ..
و مغرم ، إلى ذلك ، بالسوائل الدافئة ..
كلما تناولت حساء ،
شعرت بأنّ شيئا ما منّي
يُخلَّق بداخلي ..
وكلما طال الطهي .. كان الحساء لذيذا ..!
في الحقيقة ،
أطول وجبة طهي .. كانت خَلقنا ..
تسعة أشهر بالتمام ونحن نتمرّغ في حساء الخلق الغامض ..
وحين نكون ،
ينفذ الحساء ..
فنقظم أصابعنا من شدة الخلق
ونبكي في الآتي من فرط الحزن
ونبكي في الآتي من فرط الضحك
والدمعة دائما ، هي القِطاف ..
من فرط دفىء الخلق الأول
أحشاء حبيبتي نديّة بالحنين ..
يهزّني الشوق إلى الحساء الأصلي
أسافر إلى أحشائها ليلا
لأقضم أصابعي ثانية
فتقضم أصابعها بدلا مني
من رعشة الخَلق ..!
في هذا الليل الأنثوي المثير
ينساب الزمن كعصير ماء مقدّس قادم من الأقاصي الأولى
متدحرج بإتجاه الأقاصي الأخيرة
يَصُبّ بقِدْرِ يغلي بقَدَرٍ
وتوابل غامضة ..! "
#أنيس_عبيد
15 جانفي 2021
تعليقات
إرسال تعليق