كل يوم أفيق// بقلم الشاعر: أنيس عبيد_تونس

 كلّ يوم أفيق ..

كم هو ممل أن تستفيق كل يوم ..!

في كثير من الأيام ،

أفيق .. ولا أفيق ..

الروح تحتاج أحيانا 

بياتا روحيا دافئا ..!

في الأصل ،

أنا لا أرغب في النوم ،

ولكني أنام فقط

لأربّي الأحلام بين ضلوعي ..

وفي الأثناء ،

أطارد الكوابيس 

ككلب صيد محترف 

كي لا تحلّق فوق رؤوس حبيبتي وبناتي ..!

لي حبيبة وبنتان 

لا تكفيهم بطارية قلب واحدة ..!

حبيبتي ،

وبعد أن ركض الدهر في قلبها 

صارت كجدّة جميلة ،

قلبها محشوٌّ 

بطفلة مدلَّلة ..!

لي حبيبة وبنتان 

في الحقيقة، 

لي ثلاث بنات 

بطارية قلبي ، 

لا تزوّدهم بما يكفي من الحب

لذلك ، وذات صلاة مُفرَدَة ، طائشة و خاشعة 

طلبت من ربي - بمنتهى الحب واللطف - 

واحدا من أمرين :

أن يربط قلبي بقلبه 

حتى أصير مثله كائنا عظيما  بمولّد حب كوني ..

أو أن يعيد خلقي بثلاثة قلوب ، 

أوزعهن عدالة عاطفية بينهنّ ..!

في الأصل ،

أنا لا أرغب في النوم 

ولكني أنام فقط 

لأرعى عشبة الخواطر في مروج الله الزرقاء 

علّها تصير أثرا لائقا بعدي ..

فما الذي يقتاته الخيال الجائع فيّ حين يجوع ، 

غير عشبة الشهوة الغامضة ..!

وحين لا يعود عود الحلم لينةً ،

أَفيق .. 

أقشّر التثاؤب عن فم تجعّد من فائض شُحّ في التقبيل ..

و أفقأ رغوة الحلم بدبوس على التدريج 

فقاعةً .. فقاعةً .. 

حتى ينقشع  الزيغ عن حدقة كانت في غفوة غامضة..!

حين أفيق، 

لا أرجو من الله إلا شيئا واحدا :

أن ينفَذَ النفط من الصحراء

ويعود البدو إلى ركوب نوق الله البريئة 

في شوارع النفط المعبدة بالخرافة ..

أظنّ أنها ستلتفت لحاديها وتقهقه كثيرا حين يطلب منها التوقّف عند ضوء أحمر ..!

حين أفيق ،

سأرجو من الله 

أن ينتهي كل شيء 

وأن يعيد علينا الحكاية من جديد 

دون أن يجلب تفاحا لأفواهنا .. 

و ورق توت لعوراتنا ..!

#أنيس_عبيد

1 جانفي 2021