سَاحرة جوبيتر
إلى سعد الله ونوس
تتوقّدُ.. تشتعلُ بخورًا
ذاتُ الشَّعرِ القصيرِ
تمارسُ سحرًا أسودَ
خلسةً ينبثق عابرُ الحدودِ على كتفِ "حاملِ العلمِ"
حدودُ كلِّ لوحةٍ غارقةٍ في خيالِهَا الواقعيِّ
سحرٌ من التّرابِ..
حَجَرُه غاب في وحدةِ تشكّلِه الأوّلِ
ثمّ تدحرج واستقرّ في قلبِ الجبلِ
"أوفيليا "
رأتني من عين جمجمةٍ "كان فيها يوما لسانٌ يغنّي"
بين نجمتينِ تشعّانِ وطنًا..
العلمُ السّحريُّ يصنعُ الخيالَ ..
خيالي مرتبطٌ بخزائنِ السّماءِ..
أيّتها السّماواتُ أطلقي أوامرَك إلى الرياحِ العتيدةِ
أيّتها الرّياحُ اعصفيِ.. ولولي بحقِّ هذه الليلةِ الغادرةِ
بحقِّ من يملكُ أمرَكِ..وسمومَكِ..
أغرقي الخيانةَ بآلاءِ أبي البحرِ
ادخلي ماءَهُ العارمَ في أفواهِ فجواتِهم و فجّري قواكِ العاصفةَ
"كوردليا" يا ابنتي تشقُّكِ طيبةُ السّرابِ المزلزلِ
يا زهرةَ محاسنِ النّبعِ السّاطعِ من ضوءِ الشمسِ
نصيبُكِ، بعد ما يقتلُ السّمُّ الجميعَ،
إكسيرُ الطبيعةِ وسرُّهَا يسري دمًا وروحًا في الجسدِ
ستائرُ أجنبيةٌ أكفانًا للجندِ
المحرقةُ تناديكَ من البعدِ الشّاهقِ..
يا مغربيُّ يا من بروحكَ أُسْدٌ حاربتَ في الشّرقِ
والآن تقودُ الخيالَ الشّكسبيريَّ إلى الملهاةِ
لم تلدْكَ امرأةٌ تفرّغت بكاملِ جوارحِهَا الى الحضارةِ
عُدْ إلى صحرائِكِ
أنجبتكَ القوافلُ
"دزدمونةُ" الحظِّ الشقيِّ..
لا تعشق سريعَ الغضبِ
فتيلاً تسري في دمائهِ العروبةُ.. إنّها تمارسُ السّحرَ
مكينةَ الجنسِ
حيوانَ الحبِّ
إنّها تمارسُ السّحرَ
خطواتُ الأجنبيِّ
إن فاتهَا القتلُ تدوسُ على ظلّي
ثم تمضي بابتسامةٍ عريضةٍ على أوراقي
كي أعبرَ أرضًا مكتوبةً على جوازِ سفري
كي تنتظرني أمي بين غفوتينِ قادمًا من الحلمِ
محمّلاً أحاسيسَ بهجةٍ حُرمتُ منها في وطني
إنّها تمارسُ السّحرَ
سمرةُ هذه الخيامِ العربيةِ دقّت أوتادَهَا في خيوطِ الرّملِ
وعلى جمالِنَا جلبوُا براميلَ النّفطِ
وصعدوا إلى القمرِ
يعرضونُ مسرحيةَ الفتكِ
والثّروةُ العابرةُ في وضَحِ النّهارِ
تمارسُ علينَا الخيبةَ السّاحرةَ..
_ _______
نص مستوحى من المآسي الشكسبيرية
*جوبيتر : إله الرّعد في الميثولوجيا الرّومانيّة
*حامل العلم /أوفيليا /بهلول/كورديلا/ دزدمونة / المغربي (عطيل)/ شخصيات في ثلاثة مسرحيات وليام شكسبير (عطيل/هاملت/الملك لير )
*فلورنسا : مدينة إيطالية
تعليقات
إرسال تعليق