لازال يبحث في كل مكان، في كل زاوية بل في كل ركن ..هنا و...هناك ...لم يترك مكانا لم يبحث فيه. لكن دون جدوى. توجه إلى المكتب حيث اعتاد أن يجده
و هو يتصفح الكتب أو يكتب إحدى الروايات .فتح الباب برفق كعادته كي لا يزعجه .لكن المكان خال و لا وجود لأحد. تقدم نحو أكداس الكتب المرصفة فوق الطاولة. فوجد تلك الرواية التي كتبها أول مرة و لطالما كان يقرأها له. تصفحها بلطف و عناية و قد مرت على ذاكرته العديد من الذكريات: تذكر كيف كان يمضي الساعات معه في هذا المكتب ....تذكر كيف كان يقرأ رواياته ملتهما الكلمات ثم يعيد القراءة مرارا و تكرارا ويشجعه و يطلب منه المزيد ...تذكر كيف كتب أول رسالة لجدته في ذلك الركن ...نعم هذا المكتب الذي قضى فيه لحظات لا تنسى صحبته ....ثم نظر إلى كتاب لطالما كان والده دائم الإهتمام به ...تقدم نحوه بهدوء و قد لمعت عيناه . لكنه ما إن أدركه حتى شعر برعشة في جسمه. تحمل و أمسك به و إذ بأمه تفتح الباب. تفاجأت و قالت في صوت ملؤه الألم
و الحزن :"ما الذي تفعله هنا يا صغيري.. ؟".أجاب في ذهول :"أبحث عن أبي "أضافت و قد أجهشت بالبكاء :"و لكنه مات _رحمه الله _منذ أسبوع، أنسيت ذلك ؟" انهالت الدموع من عينيه و ارتمى في حضن أمه وقد ملأ صوته المتقطع المكان :"أبي.. أبي..لقد اشتقت لحضنه ......للمسته ....لصوته ...لحنانه ...لعطفه لكلامه ....أريد أبي..... أرجوك يا أمي .....أريد أن ألحق به ....أريد أبي ...أبي ... أين أنت ؟؟. .."
# هو يبحث عن شيء فقده
#أماني عبدلي
تعليقات
إرسال تعليق