في مهب المنفى // بقلم الشاعر : أحمد جنيدو_سوريا


 من ديوان (إنّها حقّاً)

فِي مَهَبِّ المَنْفَى

شعر :أحمد جنيدو

عِـنْـدمَـا ولِّـيْـنَـا الوجُـوهَ اسْـتَـمَالَتْ

واسْــتَـحَـالَـتْ واسْـتَحْـكَمَتْنَا الذُّنُوبُ

لا يَطُـوفُ الـشَّـرْقَ الغَرِيْبَ بِصُلْبٍ

بَلْ يَطُوفُ الضَّعْفَ الغَرِيْبَ جُنُوبُ

سَــيَـغضُّ الطـرْفَ الهَـفِـيْـفَ حَيَاءٌ

بُـرْقـعٌ مَـاجَ وَاحْـتَــــوَاهُ الـلَـبِـيْـبُ

وَقَـعَ العِـشْـقُ فِي اكْـتِـنَـازٍ وَأَعْمَى

وكَـــأنَّ الـعِـشــــقَ الـفَـتِـيَّ يَـذُوْبُ

كِيْفَ يَنْـسَـابُ فِي الهَـوَى وتُـنَـاجي

عِـطْـرَهُ الـدَّافِـيءَ العَـمِـيْـقَ هُـبُوبُ

قَـابَ قُـوْسِــيْـنِ عَـاهَـدَتْـنَـا وأَدْنَـى

بِانْـحِـنَـاءِ القُـوْسِ المُـلَظَّى خُطُوْبُ

يَـسْـــلَـخُ الـجِّـلْـدَ دَافِـعـاً وانْـدِفَـاعاً

حَـاقِـدُ التَّـارِيْـخِ فَاسْـتَهَانَتْ دُرُوْبُ

دَاسَ فِي غَـرْسِ الحُـبِّ عِيْثُ فَـسَـادٍ

حَـافِـيـاً  عَـارِيـاً  بِـجُـرْمٍ  يُـصِـيْـبُ

لِـيْـسَ مَنْ أَبْـقَـى النَّازِعَـاتِ صَـدِيْقٌ

لِـيْـسَ مَـنْ أَبْـكَـى الأمَّـهَـاتِ حَـبِيْبُ

مَـنْ أَنَـا؟! فِيْمَا أَبْـلَـغَـتْ جُوْرَ مَاضٍ

يَـعْـتَـلِـي نَـخْـلَ الـفَـاجِـعَـاتِ تَـلِـيْـبُ

تُـنْـقِـذُ الـمَـعْـنَـى أُمَّـةٌ قَـدْ تَـهَـاوَتْ

تُـرْقِـصُ الـعَـارِيَـاتِ حِـيْـنَ نَـتُـوبُ

لُـوْ جَـبَـلْـنَـا صُـنُـوفَنا البيض جَبْلاً

سَــالَ مِنْ سِــفْلِ القِعْرِ زِيْفٌ عَجِيْبُ.

فَـمَـخَــاضُ الآلامِ أَدْمَـــى يَـقِـيْــنـاً

كِـيْـفَ يُـشْــفَـى فِـيْـنَـا حَـلِـيْـمٌ مُـنِيْبُ

جُـلُّـنَـا بِـالأَسْــمَـاءِ يَـعْـلُـو ويَـسْــمُـو

ويَـدُوْسُ الـحَـقَّ الـرَّصِـيْـنَ قَـرِيْـبُ

لَا دِمَـشْــقُ العَـرُوْسُ عَـادَتْ بَـتُـولاً

لَا أَخَـاهَـا فِـي الـرَّافِـدِيْـنِ يُـجِـيْـبُ


مَـنْ تَـوَلَّانَا مَنْ أَتَـى مِنْ رَخِـيْـصٍ

رَجَّـنَـا  بِـالـجُّـوْعِ  الـذَّلِـيْـلِ غَـرِيْـبُ

فِـي مَـهَـبِّ الـمَـنْـفَـى تَـنَـاثَـرَ حُـلْــمٌ

بِـعُـيُـوْنِ  الأَطْـفَـالِ  لِـغْـزٌ  كَـئِـيْـبُ

وَ سُــؤَالُ الأَحْـزَانِ يَـرْمِـي سُـــؤَالاً

كُـلُّ سِـــرٍّ  مِـنَ الـعُـيُـوْنِ  خَـطِـيْـبُ

يُـدْهِــشُ الأَحْـوَالَ انْـكِـسَــارٌ بَغِيْضٌ

قَـدْ تَـخَـطَّـى حُـدُوْدَ فَـهْـمٍ سَـــــلَـيْـبُ

نُـصْـفًـنَـا المَـمْـلُـوءُ المَآسِــي ظَلِيْلٌ

نُـصْـفُـنَـا الـثَّـانِـي بِالمَعَاصِي تَرِيْبُ

سَــحَّ مِـنْ فَـقْـرِ الـدِّيْـنِ دِيْـناً فَـزُهْـداً

عَـلَّـمَ الـخُـوْءَ  جَـهْـلُ فِـكْـرٍ نَـجِـيْـبُ

يَـرْكَـبُ الطَّـابُـوْرَ الطـوِيْـلَ لِـسَـــانٌ

فَـاضِـحٌ مَـفْـضُـوحٌ فَـصِـيْـحٌ كَـذوبُ

مِنْ خِـلَالِ الـشُّــقُـوْقِ فِـيْـنَـا تَـمَـادُوا

تَـحْـتَ أَرْذَالِ الـخَـطَـايَـا شُـــــعُـوْبُ

يَـرْزَحُ الـقِـيْـدُ تَـحْـتُـهُ رُعْـبُ ظُـلْـمٍ

وَ بَـقَـايَـانَـا فِـي الـنِّـزَاعِ قَـشِـــــيْـبُ

وَ يَـطِـيْـبُ الجُّـرْحُ الثَّخِـيْـنُ بِـنَـفْـسٍ

كُـلَّـمَـا أَغْـفَـتْ  بِـالـنَّـزِيْـفِ تَـطِـيْـبُ

مَــدَّ   زَاداً  يَـشِــــــدُّنِـي  لِـرِضَـاهُ

أَغْـفَلَ المَـسْـعَى والخُطَى لَا تَؤُوْبُ

يَـتَـنَـحَّـى وَ يُـسْـــــقِـطُ الـتَّـاجَ مِـنَّـا

ظَـنَّــهُ:  أَجْــرَمُ الـسُّــــقُـوْطِ يَـغِـيْـبُ.

هَـزَّنِـي الـقَـرْنُ بِـالـعَـزُوْلِ وَأَشْــقَـى

أَضْـلُـعِـي بِـالـرِّيَـاحِ  مِـيْـلاً تَـجُـوبُ.

عِـنْـدَمَـا  أَفْـرَغْـنَـا  خَـلَايَـا الـثَّـنَـايَـا

نَـزِلَ الـسِّـــــيْـفُ بِـالـرِّقَـابِ يَـلُـوْبُ.

بَـصْـمَـةُ الـرَّاوِيْـنَ اكْـتِـفَـاءُ كَـفَــافٍ

رَتْقُ صَـحْـنٍ بُخْـسُ القُنُوعِ نَصِيْبُ.

يَـبْـرَأُ الـجُّـوْفُ يَـبْـرَعُ الـمُـتَـنَـاهِـي

وَ دَوَاهِـي الـلَاهِـي خَـصِـيْـمٌ مُرِيْبُ.

1/12/2019

شعر :أحمد جنيدو

تعليقات