عابرون هم،أما أنا فلي ذاكرة//بقلم الشاعرة : صباح خضراوي _تونس


 عابرُون هُمْ ،أمّا أنا فلِي ذاكرة.


             هُمْ عابرون....

عابرٌ وراءَ عابرٍ،وراءَ عابر....

ونحنُ مَنْ نصنعُ الذّكريات لهم 

حتّى يلوكَنا الوجعُ

وتفتِك بنا السِّنينْ.....

هُمْ يقْتَاتونَ على سُهْدِنَا

ونحنُ على أرْصِفةِ اللّيلِ

نتقلّبُ على مجامِرِ الحنينْ....

هُمْ يرحلون وقدْ أخذوا ملامِحَنا

ونحنُ نغدو غرباءَ

يلفُظُنا على هامشِ الوقتِ الأنين....

نحنُ منْ ننْصِبُ مشانقَ لأنفُسِنا 

لنظلَّ على حدُودِها معلَّقِينْ.....

هُمْ عابرون...

ونحنُ نموتُ ألفَ مرّةٍ في كلِّ حينْ....

لاشيءَ يذكرُونَهُ مِنّا..لاشيْءَ

يخلِّفونَهُ فينا سوى بقايا حنينْ...

ووجوه بلاَ ملامحَ إلى أنْ تُنْكِرَنا الذّكرى

ويصفعنا الحاضرُ اللّعينْ....

هُمْ عابرون،فلا تتعلّقْ بالعابرينْ

 إِذْ يُثْملُكَ حضورهم،فتَنْتَشِي

وتستفيقَ غداةَ رحيلهم،حزينْ...

يهيّئونَ لك  نهايتَكَ فلا أنتَ تنساهُمْ

ولاَ لظى الأشواقِ في حشَاكَ يستكِينْ...

صباح سعد الخضراوي.

الرڨاب 18فيفري 2021.

تعليقات