مقفر إلاّ من الصّمت.
أسير منذ زمن
طويل
حافية القدمين
و في يدي
غصن زيتون
أبحث عنك
في الشّعاب
و بين الحقول
و تحت زخّات
المطر
تقول النّبوءة :
أنّك فيل ضخم
في محجريه
زمرّدتين
و بقايا رماد
و تقيم بين غيمتين
كما هجست
منذ كنت
في الدّوح المظلم
بأنّني سألقى في طريقي
أسراب نوارس بيضاء
تقودني ذات يوم
نحو أفق الضّباب
لأحفر في قاع الأرض
عن أثر لخطوات الغابرين
أكلت قدماي
أنا الوريثة البكر
لعلامات النّجوم
أعيش بين يقظة و حلم
يسكن الموت
في الفصول
بين أجنحة الخطّاف
و أوراق الجلّنار
و تحت السّراديب
و بين خيوط الشّمس
و في بتلات الأزهار
نحمله فينا
و ننتظر أوان الرّحيل
في الأماكن البعيدة
كما القريبة
يموت الماء
و تخبو الأشجار
و يتوقّف الزّمن
لكنّ الموسيقى
توقظني
في كلّ حين
ترتقي بي
تخرجني من دوائر النّسيان
أصداءها قديمة
داخليّة
لا تنتهي
هي صوت السّماء
أحسّ الآن أنّني
غريبة أكثر
لا أشبه أحدا
و أنّ هذا العالم
لولا ألوانه
ضياع و سراب
يعود العزف
في رأسي
إيقاعه
متواتر حزين
هناك انسان يموت
في مكان ما
و آخر ينفصل
عن رحم أمّه
و بدأ النّداء
بقلم / هندة حمزاوي
تعليقات
إرسال تعليق