حدثَ قُبَيلَ بزوغِ الفجرِ
طقوسُ الكتابةِ
رائحةُ الورقِ أيقظتني
ضغطتُ على زُرِّ مفتاحِ الضوءِ
أوراقٌ مُمزقةٌ هنا
أخرى مُبعثرةٌ هناك
كتبٌ تضحكُ
كتبٌ تبكي
أخرى تتحدثُ عن الماضي
كتبٌ تتحدثُ عن مشاريعِ
أحلامٍ ومشاريعٍِ للمستقبلِ
أودُّ أن أغادرَ ذاكرتي
أتحرّرُ من هذا الرعبِ
الذي يحيطني
أكتبُ
كي أُنيرَ هذا الظلامَ
من حولي
أريدُ أن أكونَ بطلَ كلماتي
أتلمسُّها
أشعرُ بحرارتها
بعيدًا عن ورقِ الرواياتِ
القصصِ
أساطيرِ الزمنِ الغابرِ
المليئةِ بالكرهِ
أريدُ أن أشيدَ
عالمًا حقيقيًا يحتضنُني
لا عالم يرفضُني
لايعودُ لي بالنفعِ
في تحقيقِ أحلامي المؤجلةِ
أختارُ وسطَ الأشياءِ
ذلك هو الحلُّ الأمثلُ لي
لا أحبُّ البدايةَ
لا أريدُ أن أكونَ في نهايةِ الركبِ
أكتبُ في كلِّ الأبوابِ
لا أقتصرُ على قالبٍ واحدٍ
أوصلُ رسالتي
لمن يقرؤُني
أصرخُ بأعلى صوتي
كي يستيقظَ الكسالى
في كهفِ العراقِِ المظلمِ
من نومِهم العميقِِ
الكتابةُ وحدَها التي تمنحني
التأملَ
اغادرُ فيها
ذاكرتي المؤدلجة
أستبدلُها بشريحةٍ
أكثرَ سعةٍ
مللتُ من هذه الطوباويةِ
جنة من الافكارِ والاحلامِ الجميلةِ
التي انهارت كقطعِ الدومينو
في لعبةِ الحياةِ
بعدها شعرتُ بأني متشظٍّ ومُبعثر
قد أحرقتُ سنينَ العمرِ هباءً
يعتصرُ الحزنُ قلبي
كوني أحملُ بداخلي
الكثيرَ الكثيرَ من الأشياءِ الجميلةِ
لكني لا أستطيعُ الوصولَ إليها
كون هذا الأمرِ خارج أرادتي
أكتشفُ بعد عناءٍ وجهدٍ
أني أسيرُ في الطريقِِ الصحيحِِ
لأني رفضتُ أن أرتدي أقنعتَهم
أعزفُ على نفسِ الوترِ
الذي يعزفون
أو أكتبُ حروفًا و كلماتٍ
تعبرُ عن غيري
كيف لي أن ألبسَ جلبابًا
غيرَ جلبابي
أمثلُ أدوارًا متعددةً في نفسِِ الوقتِ
لذا تركتُهم خلفي وواصلتُ طريقي
الكتابةُ هي مفتاحُ الحلِّ
لهذه اللعبةِ المعقدةِ
الكتابةُ شحناتُ أملٍ
حين تتفرغُ بصدقٍٍ
تشعرُ براحةِ الضميرِِ
ليتني أملكُ ذاكرةً مشفرةً
لايمكن أختراقُها او تلويثُها
عندها يقراؤُني الجميعُ بوضوحٍ
ليتني أستمرُّ بمشروعي هذا
الذي وضعتُه لنفسي
حتى الرحيلِ
ربما أستطيعُ تكملة مشواري
أو لا أستطيع.
زهير البدري ،،،،، العراق
تعليقات
إرسال تعليق