# رحيل مؤلم
كل ما كان يريده هو كلمة تشجعه و تزيل عنه حزنه و ألمه ...لم يرد أكثر من ذلك .....كل ما أراده كلمة تواسيه ،تنسيه عذاب الفراق ،ترفع معنوياته بعد أن فقد والديه .....صار وحيدا ...لم يبق له أحد في هذه الحياة كما لم يجد من يقف معه في هذه الفترة الصعبة ....ذهب الجميع .....هو الآن جالس أمام قبريهما و قلبه يقطر ألما و معاناة : ألم فراق أعز الناس في حياته و ألم الوحدة التي قبضت بقوة على قلبه الصغير كأنها وحش عظيم .....ما أقساك أيتها الحياة ..... ليت الموت كان خيارا ......لقد بقي يذرف دموع الأسى و الوحدة على قبر أبويه حتى أقبل الليل بثلوجه و أعاصيره ...لكنه لم يبد حراكا ....ترى ماذا حدث لهذا الولد ؟ لماذا لا يزال في المقبرة إلى هذا الوقت ؟ لقد غطى الثلج جسده الهزيل لماذا لا يتحرك ؟سيموت من البرد ...تقدم أحد المارة وقد مُلِئ قلبه أسى و حنانا عليه ...و لكن ما إن اقترب منه و لمسه حتى انهالت الدموع من عينيه . نزع معطفه ووضع فيه الصبي و هو يشهق من شدة بكائه ......لقد مات ...نعم مات ...لحق بهما ....لقد ذهب و ارتاح من شر هذا العالم الذي لم يجد فيه سوى الألم و العذاب ......لكن لماذا صار العالم هكذا ؟..لماذا؟؟لماذا ذابت الرحمة من القلوب ؟لماذا صرنا على هذا الحال ؟أسأل أحد نفسه لعله يجد إجابة مقنعة ؟؟..
#أماني عبدلي
تعليقات
إرسال تعليق