النص الأخير
لا تقل لامرأة تكتب الشّعر أحبّك
ستقرأ كلّ الدّواوين
تسيل على ذاكرتها كلّ القصائد
ترصّف الشّوارع و العابرين بين المعاني
تعيد تركيبهم من جديد
تمشّط الخطوات بصمتها
لم تكن وحدها تماما
كانت تراك تندلق بين السّطور
تعلّب أبياتك في قوارير فاخرة
و تهديها عطورا لكلّ النساء
كيف و قد هرّبتَ اناملها
تعلّقُ كلماتك على بابك
و ترحل؟ ...
لا تقل لامرأة تقرأ التّاريخ احبّك
ستقلّب تاريخها في كسل
تمدّد طفولتها على عجل
ستفتح الأقفاص
تحرّر كلّ النّصوص
سيطير في السّماء
ثقب في الجدار
كانت تخبّئ فيه الشِّعر
تركض التّواريخ
ونصّها الكسيح
يركل رائحة الموت
يتعثّر في ظلّك
يعلّق جثّتك على بالون
و ترحل...
لا تقل لامرأة تكتب التاريخ احبّك
الحرب الباردة
تقتل النّصوص الدافئة
أبحث عن صفحة
أخفيت فيها خطىَ
علّقت أحزانها على راسي و مضت
فسقطت ملامحها في البحر
لا أحد انتبه لغيابها غير جثّتي
ترقد جثّتي على ظلّك
فلا تحفر على جسدي نهرا
تعبره قوارب الموت
بل احمل النّهر على كفّ فكرة
كانت جارتي الحسناء فيها ترقص السّامبا
مازلتُ كلّ يوم اتصفّح التّاريخ
أتفقّد أناملي المهرّبة
أتسلّق ذراعي
أفتّش عن خطى جارتي
اتعثّر بجثة
تركل ظلك
ابحث عن الفكرة
وارحل...
لا تقل لامرأة تقرأ الشّعر
تكتب التّاريخ
احبّك
ابحث معها عن الفكرة
وارحل....
سلوى البحري تونس 2021/06/27
٢
تعليقات
إرسال تعليق