الديبلوماسية بين الترغيب و الترهيب ||بقلم الناشط السياسي: محمد الصغير بوزياني


 #وجهة_نظر

#الدبلوماسية_الإقتصادية_بين_الترغيب_و_الترهيب.

...الدبلوماسية عموما هو مصطلح سياسي قديم جدا عبر التاريخ و هو صفة للسياسي البارع و المتميز الذي يتقن جيدا قراءة المستقبل و متمكن من مفهوم الإستشراف و قارئ جيد للخارطة الجيوسياسية العالمية. لأن العالم في تغير مستمر خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي أربكت  معظم الدول و أجبرتها على تغيير سياسياتها و خاصة الخارجية مع العالم التي تراوحت بين الترغيب و الترهيب.

نأخذ على سبيل المثال العملاق الصيني الذي يتصدر موقعه الجغرافي بشموخ راميا شباك صيده إلى عمق القارة السمراء و هذا ما يعرف بالترغيب ما معناه إتحاد المصالح دون أي إرهاصات و حواجز . 

الصين إتجهت إلى إفريقيا القارة الواعدة لأنها تدرك جيدا حجم هذه القارة العذراء و ما تزخر به من موارد و طاقات رهيبة على المستويين الزراعي و اليد العاملة الزهيدة .

فالصين جعلت من بعض الدول الإفريقية تطمع في الإلتحاق بركب الدول المتقدمة كأثيوبيا مثلا و عاصمتها أديسبابا . عكس الولايات المتحدة الأمريكية التي إعتمدت على الترهيب مع جل دول العالم بإستثناء الإبن المدلل لها إسرائيل خاصة مع قدوم الرئيس ترامب الذي ورطها في متاهات لا تنفع و ستعود بالوباء على إقتصاد أمريكا التي تتعمد في كل مرة التدخل في الشؤون   الداخلية لبعض البلدان على غرار سوريا و ليبيا و العراق و فرضها للعقوبات الإقتصادية على إيران أكبر دليل على إعتمادها سياسة الترهيب في علاقاتها الخارجية.

فبين الترغيب و الترهيب قد تقفز أوطان و تتدمر أوطان أخرى .

أما بخصوص البلدان العربية فبصراحة قد نخجل أمام العالم حين نسأل ماهي توجهاتنا و ماهي سياساتنا و ماذا قدمنا للعالم .بإختصار مازلنا نعتمد على سياسات بالية و رثة تجاوزها الزمن منذ عقود . تونس مثلا البلد السياحي الجميل الذي بقي يعاني من تأثيرات السياسات الهشة و غياب البرامج و ضعف النظرة الإستشرافية لنخبه السياسية الفاشلة . تونس بمطار عملاق فقط تجعل منها بلد متقدم و قوة إقتصادية رهيبة لأنها بوابة إفريقيا و قطعة من أوروبا في نفس الوقت، لكن غياب الإرادة و الإنبطاح لبعض القوى العالمية الرأسمالية التى تريد أن تكون تونس مجرد بلد مستهلك لا غير . 

لا ننسى كذلك دول البترودولار دول الخليج العربي أعداء الديمقراطية و صناع الثورة المضادة و ملاعين السياسة الذين جعلوا من المنطقة حمام دم في اليمن و سوريا و ليبيا . 

إلى متى و إلى أين نحن ذاهبون بهذا الفكر المتجمد الإنبطاحي و الإنتهازي ، العالم ليس بتلك الأم الرؤوم و الحنون كما يعتقد البعض فالعالم اليوم غابة متوحشة إن كنت ذئبا أكلت مع الذئاب و إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب و كما يقول المثل الفرنسي qui ne risque rien ne gagne jamais.

 

#محمد_الصغير_بوزياني

تعليقات