الغَانيةُ
تسألُ جيبَ الشارعِ الأحمرِ
عن حانةِ "الزمنِ الحزينِ"
تمتصُّ خُطاهَا أحلامُ اليقظةِ
هائمةً تُرتّلُ بيتينِ من صبابةِ العشقِ
وجدتْني في الرّكنِ
تتقدمني طاولةٌ عرجاءُ الفهم
أفسّرُ الرّؤى بالماءِ
جلستُ دون مقدّماتٍ من نسيجِ الخشبِ
سكبتُ شذاهَا على العزلةِ
أخذتني من كائناتي الرجيمةِ
قالت قرأتُ من كتبِ السّماءِ
وأتيتكَ راجيةً
دعني أمتصّ منكَ رحيقَ العمرِ
ضائعةً أقتفي شبحَكَ
يركلني الحنينُ والدّمعُ
دعني أنتقم
أستلُ من شوقي أصابعَ اليتمِ
فليرحلِ الْوجعُ
أنا امرأةٌ أتعبهَا الدّهرُ
شجرةٌ تلهُو بها عناكبُ المُدنِ
أغصاني احتطبوهَا أعمدةً
تتهافتُ أصواتُهم في خيوطهَا
و خلايا الوقتِ تنقبضُ وتنهمرُ
متعبةً تشتدُّ بي اللّوعةُ
قشةً في مياهِ الآسنِ تنتفض
أشتاقُ جنونَكِ
من لهفتي للحكايةِ يتّقدُ
عيني تحملُ وجهَكَ
في حيرةِ السّؤالِ طيفُك َ يُغرقني
ابنِ لنا عشًّا في السّفحِ يشتبك
جدارُنَا جبلٌ و على مدى البصرِ زيتونٌ
يرفرفُ فوق ريشهِ الطّيرُ
تيبّست طلحةٌ شحّ ماؤُهَا
و انتفاخُ الصّدرِ يلثمهُ طفلٌ
من صغارِ الجنّ يلتهبُ
عُدْ بنا أوّلَ البدءِ
خارجَ حربِ الأخوةِ أيامَ السّبعِ
قبل أزمنةٍ تتكوّرُ
راقصةٌ على طبولِ الحربِ
عد بنا أوّلَ البدءِ
نتّبع خرائطَ المهندسينَ و طرقَ الجغرافيّينَ
و خططَ الرياضيينَ..
رحّالةً عبرَ الفكرةِ
نغرسُ تفّاحَ اللهِ
و نتقاسمُ مع الشّيطانِ والملائكةِ البعثَ
نحن إخوةٌ ثلاثٌ في فكرةِ اللهِ
ينبجسُ الخيالُ كالنّبعِ حينما ينهمرُ
عد إلى أوّلِ الشّكِ واظفر بمخدعيْ ريحانة ترقصُ في رمالها جنّياتُ الوجدِ
وتغنيكَ عن عدّ خطواتِ من مرّوا بكَ
في العزلةِ ولم يسألوا
و لن يسأموا من التّآمرِ والنّهشِ
قلت يا ابنتيِ ويا شقيقتي
رَبُّ الجوعِ كافرٌ
و المحبّةُ هي العاهرةُ.
_____________
من الكتاب الشعري " ليس البحر ما نسمعه"
تعليقات
إرسال تعليق