يدندن لها عبر الهاتف "قوليلي مين زيك مينوالله مالك زي"تضحك ضحكتها المعتادة وتجيب :حبيبي زي والله حبيبي
يضحكان معا ،يتسمران ،تطفيء نور غرفتها وتسافر المنامات مضيئة كنيزك داخل رأسها .
صباحا تبدأ في حياكة سترة من كلمات ،ووشاح من تسميات دافئة له ،من قال أن اللغة تبالغ وتكذب؟هي تعتقد في العكس ،اللغة أفقر إمرأة على وجه كوكب الأرض ،جميلة جدا ،ملابسها من حرير ،تاجها من ذهب أو ياقوت لكنها فقيرة في مدينة تتعامل بعملات الحب .
والحب يكتسب من عمل شاق ،يشبه التنقيب في المناجم ،والقلب صندوق منقوش وجميل ،نضيف له كل يوم البعض من العملات عملات القلب ،إلى أن نصبح من الأغنياء .
والاغنياء منهم البخلاء ومنهم من يجري السخاء من صدره كنهر من أنهار الجنة .وهي نائمة تزداد ثراء ،تظل تكرر في منامها صورته وصوته :"مين زيك مين والله مالك زيك "فتتقدم في حبه سنوات في الليلة الواحدة صباحا .
يدندن لها أبيات درويش:"والنجوم كلام يضيء..إذا أنت
حدقت بها قرأت حكايتنا كلها 💚
فترى النجوم في الصباح تضيء السماء ،وتهمس ضاحكة :حبيبي يرسم سماء الليل من جديد كل صباح ،والنجوم كلمات خالدة في سماء أخرى.
تواصل يومها ،والنجوم تضيء صدرها ،ترقص تكتب ،تعلم الحلازين الصغيرة تهجية قصائد قصيرة تحملها على حقيبة ظهرها الصغيرة ،تدرب عصافير الصباح كيفية تعديل زقزقاتها على نبرة صوته ،علها تسمع الشعر دوما بصوته .تمسح بكفها الذي حفظت أصابعه ملامح وجهه كلما تلمست خديه وذقنه على بطون الأشجار ،فتحمل بأوراق لوحات تحمل صورته
يكفي الآن ورقة شجرة واحدة وعصفور واحد ليكون هنا دوما في هذا الوطن الصغير يسار صدرها
#اسمهان الماجري
تعليقات
إرسال تعليق