ماذا ورثنا من الاسلام الحقيقي
الاسلام كان يمكن أن يكون دستورا لكل شعب شمالا وجنوبا و شرقا وغربا لو لم يتبدل لياخذ خطأ شكل الدين المتحجر كما ارادته العقلية الجاهلية التي قاومت الرسول صلى الله عليه وسلم مقاومة شرسة منذ البداية بل تنكرت لما كان لديها يقينا الم تسمي الرسول محمدا الامين ولما جاهر بالاسلام سحبت منه ثقتها جهارا وكذبت نفسها بنفسها ولما تيقنت ان ربه نصره اسلم الكثير من الاعراب منها كذبا وبهتانا فسماهم الله بالمنافقين وفضحهم في القران وعندها قرر اغلب اولائك المنافقين التربص بالاسلام من داخله وظهرت نيتهم تلك في العديد من الاحقاب ومنها اثر موت النبي محمد صلوات الله عليه في ردة كادت تطيح بالاسلام لولا عناية الله ثم برزت في تصديهم للاسلام المتسامح بالزيادة في الاحاديث وفي ايام الخلفاء الراشدين الاربعة قتلوا ثلاثة منهم بتهمة الكفر او ما شابهه ما يؤكد غلهم على هذا الدين السمح الذي يتنافى مع طبائعهم لذلك تعمدوا مسخه بواسطة الانخراط فيه وتسخير السلط الحاكمة على اختلافها من بني أمية والعباسيين ومن خلفهم وذلك بواسطة دسائس المنافقين ولم يهدأ بالهم الا بعد ان اورثونا دينا يختلف عن الاسلام الحقيقي ذلك الدين الذي ينتظر الكافر حتى يسلم و يمهل العاصي حتى يتوب ثم يبشر كل منهما بان الاسلام يجب ما قبله ودخلنا في دوامة تنوع المذاهب المتناقضة احيانا و تاويل القران تاويلا ينزع عن تعاليمه الرحمة تارة ويحولها الى انتقام وترهيب طورا ويحفظنا احاديث مكذوبة تحرم الحلال وتحلل الحرام وتمتلء كتبنا الدينية بالعحائب والغرائب حتى التي تعتبر صحيحة ادخلوا فيها ما سمموا به الاسلام ولم يتوقفوا عند ذلك الحد بل حفظونا دينا يتناقض في كثير من تعاليمه مع سماحة الاسلام دين يعتبر العلم كفرا ويجعل من المشعوذين علماء وتحول بعض رجال الدين الى وعواض متعنتين او أئمة متزمتين ومنهم من اوهمنا انه يمتلك مفاتيح الجنة ومنهم من ادعى انه يد الله في الارض حتى صارت الفتن عادة نتوارثها من جيل الى جيل ومن وطن الى وطن واستغلت ذلك الغباء المتفشي فينا من المحيط الى الخليج بعض القوى الاجنبية لتحطمنا باسم الدين المأجورة وتنهى به كيان البلدان العربية تحت شعارات رنانه او خلابة ولما عجزت على تركيع الشعوب العربية الاسلامية وبعض قادتها اوهمت اولائك المنافقين انهم على حق وكلفتهم بنشر الدعاوى والاشاعات والاكاذيب والهبت حماس عامة الناس وهدمت العراق بايد عراقية وعربية وقضت على سوريا وليبيا بنفس الايادي العربية المتخلفة والماجورة او الجاهلة او المتزمتة او الرجعية وشرعت للارهاب والفتن وما زالت الى اليوم تحوك لنا الدسائس خفية وجهارا ونحن نساعدها بجهلنا و نتبنى دينا غريبا عنا نسميه اسلاما ونعتقد انه صحيح ومنزل وغير قابل للمراجعة ولا للنقد ولا للتفكر وافضت القدسية على اغلب الأطروحات و الكتب التي تعتمدها وقليل منا من يتنبه لسيرة رسولنا الاعظم ويذكرنا بمواقفه عندما كان يناله الأذى من الآخرين ايهما أعظم قداسة صورة منسوبة خطأ للرسول ام الرسول نفسه عندما تم رميه بالحجارة في الطائف كيف رد الفعل لم يقطع راس أحد ولم يستجب للاخشبين لماذا لا نتبع نهجه اليوم لماذا لا ننسج على منواله لماذا لا نتعض بأخلاقه وسعة صدره
لماذا نقيم الدنيا ونقعدها ونشرع للانتقام متناسين هذا التصرف النبوي المثالي الذي تمثل في التسامح ورحابة الصدر والدعوة لاعدائه بالهداية والثقة في نصرة الله
اللهم اني بلغت واجري على الله
سبحانك الله لا التغيير يدركنا.
حتى نغير ما بالنفس من شر
عزالدين الشابي.
تعليقات
إرسال تعليق