هكذا خلقت
هكذا خلقت
نطفة في رحم الأحجيات
صرت علقة أراقص المأساة
ثم مضغة لا تطاوعني الحياة
كاني اصبحت خلقا آخر
تسافر بي وحدتي
هكذا همس لي المساء
كوني جسدَ ارض
تحمل وزرها
تعدُّ أصابع الأمنيات
كم هي طويلة تلك الأمسيات
باردة كالجليد
جافة كقطع الحديد
ساكنة كموتى
قاسية كقَيْدِ
كم أحتاج من لغة
كي تشرق المعاني
في كفي كالحياة
هكذا خلقت
حبلى بالمخاضات العسيرة
منصهرة في جلدي
وجع يصافح خطوي
عندما أحزن
أنزف شعرا
أولد من قلق مُختزل
من خلف النسيان جئت
من نواة اللهب
توقَد فيَ الخضرة
هكذا خلقت
نخلة من غبار البلور
تبزغ من أعماقي
مرثية تلوكني الآهات
أعجن السراب
بأسرار الظلال المنفية
أروض الأحرف خلف المتاهات
محترقة يدايَ
بوهج الشمس
بنيران الأمس
لم يبق غير طمس
يموج حول خاصرة زمن منسي
الوجوه تركض خلف أوهامها
بعيييدا...غادرت دون موعد
ماعادت تميزنا مرآة الزمن
اصاب السعال جلودنا
سقط الصدق منا
كيف لي أن أختزل
كل هذا الحب المتأجج
في أعماقي المثقوبة؟
حيث يورق العشب
ينمو الصدى
هكذا خلقت
بين جدران زنزانتي
منذ عهد طويل
أُهَرِّبُ حلما بسعة وهم العشق
يتسلق شغاف الروح بكل أمر
خذوني لسماء اغنيتي
أشاركها وحدتي
سلام على غدنا الوردي
تخلده النوارس ...
باسطة أجنحتها ...
تجوب فضاء الحرية.
نعيمة حسكة
طنجة المغرب
تعليقات
إرسال تعليق