عليك السلام يا شام//بقلم الشاعر الفلسطيني ---ناصر قواسمي


 #عليكِ_السلام_يا_شآم


أحمِلُني على كتِفي وأمشي 
وحدي أحمِلُ وحدي على عاتِقي في الطّريقِ العام 
قطعت العام تِلوُ العام 
لا قُلتُ لِذاتي تعِبت 
ولا ذاتي قالت لِذاتي خُذني إلى زَهرةٍ بَريّةٍ في الشآم
لِكنّني مشيْتُ 
ومشى الطّريق بي إلى حتفي 
ونِصفي كان قد بايَع على الرّحيلِ نِصفي 
يا ويْل قلبي 
كيف أعودُ لِمنزِلي ولا عين في القلبِ تكفي
كيْف أنهضُ مِن دِلائي والماء فاض فوق العِظام
يا ليْت روحي 
كيف تَنبُت وردة في الجِدار 
ثم تحبو كالعصفورة على الوَرقِ 
كيْف تُنقِذِني ضحكة عابِرة مِن قلقي 
مِن رمقي 
وكيف يوَلَدُ عصفور طريّ صدفة مِن قلبِ الرُّخام
أمشي وتمشي الطّريق بي 
كُلُّ المدائِنِ في راحةِ يدي تُبصرني
مِن أين أبدأُ الذّهاب يا حُزني 
مِن لونِ القمحِ في وجهي رغمِ الأضدادِ يُغنّي 
أم مِن ناصيَةٍ أعرفِها وتعرِفُني 
و"باب توما" تترجّلُ كغزالةٍ عفيةٍ مِن سِبحةِ الإمام
عليكِ السّلام 
عليكِ السّلام يا بُيوت 
يا حُقول 
يا زرع ينبُت رغم أنفِ الدُّخان 
يا شوارع ترقُص رغم أنف الدُّخان 
يا زمان هجَّ مِن زمانِهِ واتّحدَ مع بقايا الحُطام
ما خَفَّت الشآم 
ما ثقُلت الشآم 
ما صِرنا أبطأَ أو أحلَك 
ما فَعلنا يا أمّ 
لكِنّنا صِرنا أطهُر ونحنُ نحمِلك بين الحنايا والعظام

#ناصر_قواسمي

تعليقات