عنوانكِ القصير ،
سراب كثير بشارع غياب طويل..
ولكن ،
عندما تقطنين الغياب
وحائطا من سراب بعيد تُجالسه القُرفصاء
وتغدين بلا تقاسيم في المدى..
هل يحتمل طينك يوما بلا أمنيات نيئة مِنّي..؟!
هل يكون يومك جميلا
دون دغدغات حرفي
في شَعرك والخصر..؟!
هل تحافظ وشماتُكِ الحارقات على
نَضَارتها دون غزلي..؟!
هل يظل الربيع مقيما على "جِيب" الفلامينكو، دون ورد أُسْريه إليكِ كل صباح في نسمات الله المجيدة..؟!
وحين يلتحف طيني بالغياب الالهي،
من سيقول لك
" يومكِ جميل.. " ؟!
.
أنا ،
وبعد السنين اللواتي مَضغتُ،
أَشحذْ ..!!!
من يبتاعني ذاكرة بلا خُدوش في بلّور أيامها السائلة..؟!
من يبتاعني قلبا بلا نُتوءات في جدرانه الخاوية..؟!
من يبتاعني كيانا بلا حدث..
فمًا.. بلا حديث..؟!
قلبا.. بلا قُبَل..
طريقا أَملطا.. أَحبُوه طفلا بلا وَجل..؟!
أياما.. بلا مواعيد..؟!
كفٌّ يحرق نبوءات العرّافات.. كفّ بلا تجاعيد..؟!
من يبتاعني حُلما كبيرا، كأن أنام وأصحو على مفردات من رديفات الورد والحلوى..؟!
أيتها الذاكرة ،
كيف تُجدّدين ماءَكِ من أنهار بلا حليب..؟!
كيف تكونين جديدة ،
إذا لم تصيري قبل ذلك رمادا..؟!
.
وأنتَ ..
أنتَ الذي ليس لك بقلوبهم ذاكرة،
كيف ينبتُ بين ضلوعكَ
كل هذا الحنين...؟؟؟!!!
أنيس عبيد
تعليقات
إرسال تعليق