وجع في جسد القصيدة
رأيتني أشيع نفسي
إلى مثواها الأخير
ثم أعود مشيا
على حافة الروح
أبحث عني ...
أغنية الرحيل
إنفجار مكتوم برأسي
صراخ يرتد نحو ذاكرتي
مشظيا مراياي المزدحمة بالصور
لم يمهلني ذاك الإيقاع الصاخب
فرصة الإنصات إلى جسدي
لم يمهلني الوقت
لأجدني
لأراني
لأودعني
لأتحسس أعضائي المبعثرة
في فوضى العواطف...
مستسلمة لخطاي
أتبع ريحا كئيبة
تدلني عليّ...
لم يعبث بي ذاك
الصخب المدوي
في رحلة البحث الطويلة عني
كما عبثت بخطوي
تلك الريح
وهي تسحبني
إلى ما وراء أصداء هواجسي
حيث ما لا أريد أن أراه
من الروح و اللغة..
مريرة تلك الخطى
المدججة برائحة البنفسج
المؤدية إلى أرض
من كلمات ممزقة
مكتومة المعنى
مبتورة الذاكرة
منسية في العشب الناشف
على مرمى
قذائف خيبات متتالية...
بعباءة ظل مكسور
أخاتل فراش مهجور
في مدافن الحرف
يحوم فوق الأنقاض
أبادله الهشاشة والأنين
لأبرهن أني على قيد الحياة...
بيد مقطوعة
أتطفل على قصيدة
تدحرجت بين شهقة و شهقة
في غمرة بكاء
أحاول لملمة شتات قصيدة
أخرى سقطت من علو شاهق
ذات خذلان
كل حرف يحمل بيده جرحا
كل كلمة تخبئ
ما تساقط منها من معنى
تحت الحجر ..
الحجر كان مدمىّ
لكن إرتطامه بالكلمات
بدا كأنه ينحت شيئا ما
نقيضا للموت...
شبيها لفكرة ميتافيزيقية
ترتب فوضاي
تجر جسدي المغيب عن الحس
إلى الوجود
تنثر في أتربة الحرف
سلاما أبديا وطمأنينة...
رأيت جسدي
يطل عليّ من ذاكرة السماء
أتربة الحرف
إمتداد لجسدي
التائه عني...!
رأيت روحي تطل عليّ
من شرفة قصيدة
متآكلة القوافي
معبأة بالألم
آيلة للسقوط
تحاول أن تقول شيئا
عند باب القيامة
لكنها تكتفي بالتواري خلف القلب
لتلفظ آخر حرف بدمي
وتنزف على مهل...
دنياس عليلة / تونس
12 أفريل 2023
تعليقات
إرسال تعليق